محتويات الموضوع
فسخ العقد بسبب اجنبي يعني فسخ العقد بسبب ثبوت وقوع ضرر لا يد للشخص فيه كحدث مفاجئ أو قوة قاهرة أو أمرا لا قبل للمدين بدفعه أو التحرز منه، ويترتب علىه استحالة تنفيذ الالتزام.
وتلك الأسباب لم تذكر على سبيل الحصر إلا أنه لا يتصور سبب آخر خارج هذه الحالات الأربعة لفسخ العقد، وسوف نتناول تلك الحالات بالشرح فيما يلي:
القوة القاهرة والحدث الفجائي الذي يترتب على فسخ العقد:
القوة القاهرة والحادث الفجائي هي تلك الحادثة التي يتعذر على الإنسان دفعها والتي لا يمكن توقع حدوثها عادة، واذا وقعت استحال دفعها ويترتب على ذلك أن يصبح الالتزام أو الوفاء بالعهد أو بالعقد مستحيلاً.
هل تختلف القوة القاهرة عن الحدث الفجائي أم أنهما شيء واحد؟
وهذا التساؤل كان نتيجة جدل فقهي ثار حول التفرقة بين القوة القاهرة والحادث الفجائي.
بالنسبة لأنصار التفرقة: يرون أن القوة القاهرة هي حدث ينجم عن ظروف خارجة عن الشيء نفسه، كحدوث فيضان أو جفاف أو زلزال أو بركان مثلا أو حدوث حرب فجائية، وأي حدث أخر أجنبي وغير متوقع عن الشيء، ويستحيل دفعه عند وقوعه.
أما الحدث الفجائي فهو حدث ينجم عن الشئ نفسه كانفجار محرك سيارة أو احتراقها أو انفجار آلة في أحد المصانع.
بالنسبة لأنصار الوحدة: يرون الحدث الفجائي والقوة القاهرة هي حدث لا يمكن دفعة ولا توقعه عند حدوثه سواء كان ناتجاً عن الشيء نفسه أو حتى خارجاً عنه.
ما هي الشروط الواجب توافرها في الحدث لكي يكون قوة قاهرة وحدث فجائي عند فسخ العقد؟
يجب أن تتوافر في الفعل ثلاثة شروط لاعتبار الحدث الفجائي والقوة القاهرة والسبب الأجنبي يُعفي أحد أطراف العقد من تنفيذ التزاماته
· أن يكون الحدث غير ممكن التوقع.
· أن يكون الحدث غير مستطاع الدفع.
· عدم وجود خطأ من طالب الفسخ.
ما هي أنواع القوة القاهرة والحدث الفجائي التي تعتبر سبب اجنبي لفسخ العقد؟
أولا:القوة القاهرة أو الحدث الفجائي الطبيعي
وهي التي لا دخل لإرادة البشر فيها وهي من صنع الطبيعة مثل الفيضانات والأعاصير والعواصف والبراكين والزلازل وانخفاض الحرارة أو ارتفاعها بشكل غير اعتيادي أو مألوف، والأوبئة كفيروس كورونا.
ثانيا: القوة القاهرة أو الحدث الفجائي غير الطبيعي
وهي حوادث ترجع أسبابها إلى فعل الإنسان على خلاف الطبيعة سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة كالحرب وفعل الحاكم أو الاضطرابات والسرقة والحرائق.
هل يُعتبر خطأ الغير سببًا أجنبيًا يُجيز فسخ العقد أسوة بالقوة القاهرة والحدث الفجائي؟
كل شخص غير أطراف العقد والمسؤولين عن تنفيذه يطلق عليهم عند أهل القانون “الغير” ولا يشمل ذلك من يُسألون بموجب مسؤولية التابع عن أعمال تابعيه؛ وعليه فإنه من غير المتصور أن يُعتبر أفعال عمالِ أحد أطراف العقد من الغير.
وقبل أن نختم حديثنا عن السبب الأجنبي سواء كان قوة قاهرة أو حدث فجائي أو الخطأ من الغير علينا أن ننبه إلى أن المتضرر من القوة القاهرة قد يكون ساهم -بشكل ما- في الأضرار التي نتجت عن القوة القاهرة، لذلك لم يَغفل القانون عن تحميله هذا القدر من المسؤولية وربما ينعكس ذلك على تقدير المحكمة حينما تتجه إلى التخفيف من التزاماته التعاقدية التي يجب أن يؤديها لأطراف الباقين.


2 Comments